كُنتُ أظن أن الصمت هو أقسى ما قد أعيشه ... لكنني اكتشفت مع مرور الوقت أن هناك ما هو أشد، أعمق، وأكثر ظلمًا. الكتمان... كأنك تغلق فمك وتحبس كلماتك في أعماقك، لكن لا يزال الصوت يصرخ داخلك، متشابكًا مع كل ذكرى مؤلمة. وكلما مر الوقت، كلما أصبحت الكلمات التي كتمتها أثقل تتراكم على قلبك كحجارة صغيرة، ثم تصبح جبلًا يثقل روحك ويغلفها بالظلال. وفي كل زاوية من زوايا حياتي، كنت أُخفي شيئًا... كنت أهرب من الحقيقة، من الماضي الذي يلاحقني كالعاصفة. هل كان ذلك هو الخيار الأفضل؟ هل كان الصمت حقًا طوق النجاة؟ أم أنني كنت فقط أخشى مواجهة ما كنت أخفيه، وأخشى أن أرى الحقيقة على شكلها الكامل؟ كلما حاولت الهروب، وجدت نفسي أعود إلى نقطة البداية، إلى تلك اللحظة التي قررت فيها أن أخفي ما يزعجني. لكن كما هي الحياة، فإن الحقيقة لا تموت. إنها تظل هناك، تنتظر أن يُكشف عنها الستار،وفي اللحظة التي تظن فيها أنك قد ابتعدت، تجدها تلاحقك بلا رحمة.All Rights Reserved
1 part