في إحدى الليالي المظلمة، حيث تعانقت سحب السماء وهدير البحر في تناغم غريب، تلاقي ديمتري وكيرا على شاطئ منعزل. كان الهواء مشبعًا برائحة الملح والغموض.
كيرا، التي كانت تقف على حافة الماء، نظراتها تتجه نحو الأفق المظلم. فجأة، سمعت صوت خطوات قادمة من خلفها. التفتت بسرعة لترى ديمتري، وريث عائلة دي لا روسا الصقلية، يقترب منها بخطى واثقة.
"لماذا جئت هنا؟" سألته كيرا ببرود، محاولةً إخفاء التوتر الذي يسكن قلبها.
ديمتري توقف على بعد خطوة واحدة منها، نظر في عينيها وقال بهدوء: "أبحث عن الحقيقة، وعن الطريق الذي يمكن أن يجمع بيننا رغم كل شيء."
قالت لها عرّافة ذات مرة إنّها ستلتقي برجلٍ يسلب أنفاسها. لكنها لم تخبرها أن ذلك سيكون حقيقيًا بينما تركض ميلا هاربةً لإنقاذ حياتها.
لطالما التزمت ميلا بما يُنتظر منها: ترتدي ما يليق، لا تواعد سوى طلاب الجامعات من أصحاب السير الذاتية المثالية، ولا تطرح الأسئلة، لا عن غيابات والدها المتكررة، ولا عن رفضه القاطع لزيارتها مسقط رأسها: روسيا.
وقد خنقتها القواعد والأسئلة التي لا تلقى إجابة، فقررت أخيرًا أن تفعل ما كانت تتوق إليه دومًا. صعدت على متن طائرة متجهة إلى موسكو.
لم تكن تتوقع أن تقع في حب رجلٍ خلال الرحلة رجلٌ يملك ثروة لا تفسير لها، ووشومًا تغطي يديه، وأسرارًا تومض في عينيه. لكن لم يمضِ وقتٌ طويل قبل أن تتحول لمسته الحانية إلى قبضةٍ خشنة تخنق صراخها.
الانتقام طبق يُقدَّم باردًا، لكن شتاء روسيا أبرد من أي شيء آخر. وسرعان ما تدرك ميلا أن السبيل الوحيد للنجاة بجسدها وروحها، هو أن تفعل المستحيل: أن تذيب جليد قلب آسِرها.
🔴الرواية مترجمة.
🔴مسموحة فقط لفوق +18