أنفاس اليقين

في زوايا المغرب العريق، حيث يلتقي عبق التاريخ بأسرار الحاضر، وحيث ترسم زخارف الزليج قصصًا منسية فوق جدران المدائن، تكتب "أم الغيث" حكايتها الخاصة، غير مدركة أن القدر قد خطّ لها مسارًا لم تتوقعه.

من تاوريرت الهادئة، حيث تنساب الحياة كجدول صافٍ، تحمل أم الغيث في قلبها تناقضات لا تهدأ-فهي لا تخلو من العيوب، عنيدة كريح الصحراء، مترددة كأمواج المحيط، لكن في داخلها شغف للبحث عن الحقيقة، ذلك اليقين الذي يراوغها كسراب بعيد.

وفي الدار البيضاء الصاخبة، حيث تمتزج الأضواء بالظلال، يقف "عبد الحق"، رجل يحمل على عاتقه إرثًا ثقيلًا، رجل لم يكن يؤمن بالصدف، لكنه وجد نفسه في رحلة غير متوقعة مع امرأة تقلب موازين حياته. رجل بين العقل والإيمان، بين الواجب والرغبة، يبحث عن شيء أعمق من الحب-عن طمأنينة تسكن روحه المضطربة.

حين تجمعهما مخطوطة قديمة تحمل أسرارًا مخبأة بين سطورها، تنطلق رحلة لا تشبه غيرها-رحلة بين المدن، بين الأزمنة، بين الإيمان والشك، حيث يتقاطع الماضي بالحاضر، وتتصادم القلوب قبل أن تهتدي إلى يقينها.

"أنفاس اليقين" ليست مجرد رواية حب، بل هي رحلة روحانية مغلفة بالرومانسية، تأخذك بين دروب المغرب العتيقة، وسط همسات المساجد، وظلال الأزقة الضيقة، حيث تمتزج الحروف بالمشاعر، وتتنفس الأرواح بحثًا عن