"هناك لحظات تغيرك للأبد... لحظات تجعلك شخصًا آخر، تقتلك وأنت على قيد الحياة، تسرق منك الإيمان بالعدالة، وتتركك تتخبط في ظلام الانتقام. لحظات لا يمكنك محوها، حتى لو حاولت الهروب منها آلاف المرات..."
في عالمٍ تتصارع فيه النوايا كما تتصارع العواصف، ينهض الخير كضوءٍ باهتٍ في آخر النفق، يتيمًا يحاول النجاة بين أشواك الشر المزروع في القلوب. الغدر لا يأتي من بعيد، بل من يدٍ ألفتها يومًا، من ضحكةٍ شاركتها الأمن، فتتحول الطعنة إلى نصلٍ خفيٍّ في الظهر، مدفونٍ بأسمى معاني الرفقة. والمجتمع، ذلك القاضي المتفرج، لا يرحم من انكسر، يُلبسك ثوب العار إن تعثرت، ويصمك بالجنون إن بحثت عن مخرج. وسط هذا الركام، يحدث ما لا يُصدّق - يقع القلب في الحب. حبٌ يأتيك كجريمةٍ لا تملك الدفاع عنها، كخطيئةٍ مقدسة، تُشعل فيك ما أطفأه كل من حولك، تسرقك من ألمك وتعيدك إلى نفسك. وبين شرٍّ ينهش، وخيرٍ يحتضر، وغدرٍ يلسع، وخوفٍ يخنق... يظل الحب، رغم كل شيء، هو الجريمة الوحيدة التي نتمنى أن لا نُعاقب عليها.