فِي أَعْمَاقِ اللَّيْلِ،
حَيْثُ لَا يُوجَدُ ضَوْءٌ سِوَى وَهْجِ الْقَمَرِ، الَّذِي يَنْعَكِسُ فِي عُيُونِنَا، اجْتَمَعْنَا فِي مَكَانٍ لَا يَحْمِلُ اسْمًا.
مَكَانٌ يَعْرِفُهُ فَقَطُ التَّائِهُونَ، الْأَبَدِيَّةُ الَّتِي لَا يَعْرِفُهَا سِوَانَا.
أَنتَ، بِأَعْمَاقِكَ الْمُظْلِمَةِ، وَأَنَا، تِلْكَ الرُّوحُ الضَّائِعَةُ الَّتِي تَرَاقِبُكَ مِنَ الظِّلَالِ،
أَفَكِّرُ إِنْ كُنتَ أَنتَ الْجَوَابَ... أَمِ اللَّغْزَ الَّذِي أَبْحَثُ عَنْهُ فِي كُلِّ لَحْظَةٍ؟
كُلُّ كَلِمَةٍ بَيْنَنَا كَانَتْ حَاسِمَةً،
وَكُلُّ لَمْسَةٍ كَانَتْ بِمَثَابَةِ وَعْدٍ ثَقِيلٍ...
هَلْ هِيَ حَيَاةٌ؟ أَمْ شَبَحٌ مِنَ الْمَاضِي، يُلَاحِقُنِي فِي كُلِّ مَكَانٍ؟
سِحْرُكَ... يَسْكُنُنِي.
وَفِي كُلِّ لَحْظَةٍ، أُدْرِكُ أَنَّنِي أَقْتَرِبُ مِنْكَ أَكْثَرَ،
لَكِنَّنِي أَغْرَقُ فِي دُوَّامَةٍ مِنَ الْأَوْهَامِ، أَعِيشُ فِي عَالَمٍ لَا أَعْرِفُهُ...
أَنتَ اللَّغْزُ...
الَّذِي لَا أَسْتَطِيعُ حَلَّهُ.
وَأَنَا الْمُعَذَّبَةُ... الَّتِي لَنْ تَجِدَ سَبِيلًا لِلَّهُرُوبِ.
هَلْ نَحْنُ مَجْنُونَانِ؟
أَمْ نَحْنُ نَعِيشُ قِصَّةً لَا يَكْتُبُهَا الزَّمَانُ؟
أَمْ أَنَّ هَذَا هُوَ قَدَرُنَا؟
لِيو(الكَاتِب) :All Rights Reserved