رواية تغلفها ضبابية لا تفارق الزمان والمكان، حيث تلتقي الأرواح الضائعة في زوايا مظلمة من العزلة والحيرة. بين جدرانٍ مهدمّة، وأزقةٍ خالية من الحياة، تتشابك الأقدار لتأخذنا في رحلة إلى أعماق النفس البشرية، تلك التي تتصارع بين الخوف والذنب، وبين الحلم والموت. الأبطال، أسيرون في عالمٍ معتم، تقودهم أقدارهم إلى مصيرٍ لا مفر منه، حيث تتهدم الحدود بين الواقع والخيال، ليصبح كل شيء مشوهًا تحت وطأة الظلال.
في كل زاوية، وفي كل همسة، تكمن حقيقة مخفية، سرٌ عميق يتأرجح بين الجدران القديمة، يجرّهم إليها رغم أنفهم. كلمات الرواية تتسرب بلطفٍ كالعواصف الخافتة، تلامس الوجدان وتوقظ الأعماق البعيدة، حيث يُختبر الإنسان في صراعه الأبدي مع ذاته ومع العالم الذي لا يرحم. الرواية ليست مجرد سردٍ للأحداث، بل هي تمازجٌ بين الزمن والمكان، بين الألم والحب، بين الظلام والنور، تُبحر بالقارئ عبر أعماق الوجود، وتجعله يتساءل عن طبيعة هذا الكون الذي لا يُظهر إلا وجهه القاسي.
هكذا، تدور الأحداث في طيفٍ من الغموض، حيث كل كلمة تحمل في طياتها عبق الحيرة، وكل لحظة مشبعة بتجربة لا تُنسى. وكأنما نحن جميعًا في قبضة القدر، نرقب بهدوءٍ ما سيحدث لنا ونحن نغرق في هذا البحر العميق من الأسرار، الذي يظل يلفنا حتى آخر صفحة.