
"تالوت الشر": رواية عن الملل، السعادة، والموت هذه الرواية، التي يتساءل القارئ عنها منذ البداية، تحمل عنوانًا صادمًا: "تالوت الشر". قد يبدو للبعض أن العنوان يحمل شيئًا من الإثارة أو الغموض الذي يشد الانتباه، لكن في الحقيقة، هو مجرد وسيلة لجذب القارئ، لأن العنوان نفسه ليس إلا قشرة خارجية لا تعكس جوهر الرواية. فـ"تالوت" ليس أكثر من رمز للاختيار الذي يتساقط مع الزمان والمكان. الملل في الرواية ليس مجرد شعور عابر، بل هو حالة وجودية تعيشها الشخصيات كما لو أنها لا تستطيع الهروب منها. حالة من الجمود النفسي والروحي الذي لا نهاية له، فتجد نفسك محاصرًا في دائرة مفرغة من الأسئلة التي لا إجابة لها. إن حياة الشخصيات تُختصر في تكرار أحداث لا معنى لها، كما لو أن الحياة تدور حول نفسها دون هدف أو وجهة. السعادة، من ناحية أخرى، ليست شيئًا ثابتًا أو متاحًا للجميع. بل هي لحظات قليلة تلوح في الأفق، ثم تختفي سريعًا، تاركة الشخصيات تتساءل إن كانت تستحق تلك اللحظات أم لا. الرواية لا تقدم صورة وردية للسعادة، بل هي مجرد وهم يتراكم في ذهن الشخصيات قبل أن يتحطم. الموت ليس كخاتمة في هذه الرواية، بل هو أكثر من مجرد نهاية لحياة. هو سؤال معلَّق في الهواء، ينتظر الجميع أن يواجهوه. إنه ليس هروبًا، بل هو لحظة فاصلة تفتح الباب لموAll Rights Reserved