ظِلال قاتِلة

ظلال القاتلة

منذ طفولته، لم تكن كما يجب أن تكون. لم تكن أماً، لم تكن حنانًا، لم تكن سوى ظل امرأة تملأ البيت بالخيانة والأنانية. لم تكن ترى أحدًا، لم تكن تهتم لأحد. كان هناك أبٌ محب، لكنه كان ضعيفًا أمامها، وحين رحل، لم تلبث أن رحلت أيضًا، تاركة كل شيء وراءها كأنه لم يكن.

لم يكن الرحيل هو ما ترك الأثر، بل الطريقة. اللا مبالاة، النسيان، القدرة على التخلي دون أن تلتفت. هناك، في تلك اللحظة، وُلد شيء آخر، شيء مختلف تمامًا. كان على أحدهم أن يدفع الثمن، لكن ليس هي... بل الأخريات، من هن مثلها، من يعشن كما عاشت، من يحملن نفس الخطيئة.

خمس عشرة جريمة. ذلك هو العدد. ذلك هو الحد. ليس أكثر، ليس أقل. وحين بدأ، كانت كل خطوة محسوبة، كل ضحية مختارة بعناية، كل خطأ ممحو قبل أن يُرتكب. واحدة... اثنتان... ثلاث... وفي كل مرة، كانت النشوة تتزايد، كانت الرغبة تقترب من الاكتمال.

ثم جاءت الرابعة.

كان من المفترض أن تكون كغيرها، جزءًا من الخطة، صفحة أخرى تُطوى. لكنها لم تكن كذلك. لم تسِر الأمور كما يجب، لم تكن النهاية كما كان مخططًا لها. شيء ما تغير في تلك الليلة، شيء انحرف عن المسار.

بعد ذلك، لم تعد الجرائم كما كانت. كل واحدة حملت معها غرابة لم تكن في الحسبان، كل واحدة كأنها تجره إلى مكان لم يرده أبدًا. شيء ما كان يتغير. الأحداث؟ أم