لعبة القدر

لم تكن أوليفيا تدري أن الرحلة التي بدأتها بطائرةٍ تحملها إلى مدريد، ستكون أول خطوة في دربٍ لم تختره، ولم تتخيله يوماً. كانت السماء زرقاء، والغيوم كأنها قطع قطنٍ تسبح في الأفق، لكن داخلها كانت العاصفة تعصف منذ اللحظة التي وافقت فيها على الرحيل.

منذ أن كانت في السادسة، لم ترَ والدها. رجلٌ غريب، بارد، خرج من حياتها دون أن يلتفت إلى الوراء. الآن، وبعد مرور أكثر من عقدٍ من الزمن، يستدعيها لتعيش معه، وكأن شيئاً لم يكن. لم تسأله كثيراً، ولم يجبها كثيراً. كل ما قاله كان: "هناك مستقبل ينتظرك هنا، وأنتِ من يستحقه."

لكن المستقبل لم يكن سوى قيدٍ ذهبي، وعقدٍ بلا حب، وصفقةٍ تُبرم بيدين لا ترتجفان. زواجٌ يدوم سبعة أشهر فقط، بين فتاة بالكاد تعرف معنى الحياة، ورجل يُلقّب في أزقة مدريد بـ"الذئب الأسود".

فمن هو هذا الرجل الغامض الذي سلّمها له والدها بكل برود؟ ما الذي يخفيه خلف تلك النظرات الباردة، وما السر وراء زواجٍ مؤقتٍ يبدو أن فيه أكثر مما قيل؟

هكذا تبدأ حكاية أوليفيا...
حكاية فتاة لم تختر الطريق، لكنها قررت أن تمشيه