
هل تسمعني؟ لا، لا تلتفت... فأنا في داخلك. أراقبك كما راقبتُ توفيق، أحببته حتى التهام... حتى الهلاك. قالوا إنني مجنونة، مصابة بالفصام. لكنهم لا يفهمون... لا يفهمون أن ما في رأسي ليس مجرد صوت، بل كيان. كيان يتغذى على أفكاري، ويهمس لي بما يجب أن أفعل. صديقاتي؟ واحدة تبتسم لي بخنجر، وأخرى تسقيني سمّها بضحكة كل من حولي مسموم، ملوّث بفكر سام. هل ستقرأني حتى النهاية؟ حسنًا... لا تلمني إن بدأتَ تسمع الأصوات أنتَ أيضًا. هل نويت قرأتي أذن أغلق الباب واقرأني في عتمة. أريدك وحيدًا... ضعيفًا... كما كنتُ أنا. أنا لا أعدك بالحقيقة، ولا أضمن سلامتك. ما ستقرأه ليس حكاية، بل لعنة. كل كلمة فيها مسمومة، كل فكرة محفورة من جلدي، من روحي، من صراخي الذي لم يسمعه أحد. أنا البطلة، أنا الضحية، أنا الجانية. والجن؟ آه، الجن... لم أستدعِهم فقط، بل دعوتهم إلى رأسي، فرشوا أفكارهم في مخدتي، وسكنوا مرآتي. أنت الآن واحد منا. اقرأ... إن كنت تجرؤ. لكن لا تتوسل في النهاية أن أخرج منك. فأنا لا أخرج... أنا أتكاثر.All Rights Reserved
1 part