
كَانَ رَجُــلًا يَعلُــو بــصَمتِه فَوقَ الضَّجيج، يَسيرُ بــثباتٍ لا يُتقِنُهُ إلّا مَن وُلِدوا للقيــادة. فِي عَينيه لُغــةٌ لا يَفكُّ شِفرَتَها إلّا مَن خَبِروا الحرب، وفِي هَيئتِه، كــانَ الــزِّيُّ أقـرَبَ إلَى تـاجٍ لا يُمَس. لَم يَكُن يَبحَثُ عَن شَيء حَتّى جَاءت هِي، بــنَبرَةٍ لا تُشبِهُ الأوامِر،وبحُزنٍ يكتُبُهُ الغِيابُ أكثَر مِمّا تكتُبُهُ الجِراح. ظَنَّتهُ مَيِّتــًا، كَمَــن يُواري قَلبَهُ فِي قَبرٍ مَفتوح، ثُمَّ عَاد لا كَما تَمنَّت، بَل كَما خَشِيَت. عادَ رَائِدًا، يَتَولَّى فَريقَهَا بِبَردٍ لا يَذُوب، حَقدًا يَستُرُ جُرحًا، وحُبًّا يَختَبِئُ خَلفَ الأوامِر. هُمَا لَم يَكُونَا زَوجَين، ولَم يَصِيرَا غُربَاء بَل مَطلَّقَين يَجمَعُهُم الــزِّيُّ الــذي شَهِدَ حُبَّهُم، ثُمَّ صَمَتَ عَلى قَسوةِ الفُقد. _ لَسْتُ جُنْدِيَّةً فَقَط فَمَنْ أَكُونُ فِي عَيْنَيْكَ؟ _ أَنْتِ ٱلْحَرْبُ ٱلَّتِي لَا أَسْتَطِيعُ ٱلْاِنْتِصَارَ عَلَيْهَا. SALVADOR ERQAN. ROVELLI AGALIN. كـل حقوق تعود لي ككاتبة أصلية ممنوع سرقة او أقتباس.All Rights Reserved
1 part