ظل الحسين: العباس كما لم يُروَ

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الخلق محمد وآله الطاهرين، واللعن الدائم على أعدائهم إلى يوم الدين
في قلب الصحراء، وبين وهج الشمس ولهيب الرمال، وقف رجل تخشع له السيوف وترتجف من هيبته القلوب، رجل لم يكن مجرد مقاتل، بل كان أسطورة وفاءٍ لا تموت، ظلًّا للحسين أينما سار، وسيفًا لا يغمد طالما أن الحق يُستغاث به.
ذلك هو العباس بن علي (عليه السلام)، قمر بني هاشم، وساقي العطاشى، وباب الحوائج الذي لم يُرد سائله خائبًا، ولم يخذل مظلومًا يستصرخه.
هذا الكتاب ليس سيرة تقليدية تُروى، بل محاولة لأن نُطل برؤوسنا، نحن العاجزين عن إدراك مقامه، على زاوية من زوايا مجده، نغرف من وفائه، ونغتسل بدموع الحزن على غربته، ونفهم كيف يكون الإنسان ظلًّا للحق، لا ينكسر ولا يحيد.
هنا سنسير
معه، منذ ولادته المباركة إلى أن خرّ على رمضاء كربلاء بطلاً شهيدًا، وسنلمس بعضًا من صفاته العظيمة: شجاعته، وفطنته، حلمه، وحبه العميق للحسين (عليه السلام).

"ظل الحسين: العباس كما لم يُروَ"، كتاب أردته أن يكون صدىً لنداء العطاشى، ودمعة على عينين فقِدتا النور ولكن بقيتا تبصران الحقّ حتى اللحظة الأخيرة.
إلى كل قلب يعرف للوفاء قدره، وإلى كل روح تتوق أن تفهم معنى أن تكون ظلًّا لحب عظيم... أهدي هذا الكتاب.