بلا أثر

في عالم لا يرحم الضعفاء، حيث تقاس القيمة بالشهادات والألقاب والأضواء، يظهر "خليل" - طالب جامعي غريب الأطوار، يعيش على هامش الحياة الجامعية. لا يثير انتباه أحد، لا يهتم بدرجاته الدراسية، ولا يتحدث كثيرًا. كل ما يراه الناس منه هو شاب شارد، يقضي وقته في كتابة أكواد غامضة لا يفهمها أحد.

لكن خلف هذا الهدوء، كان خليل ينسج بصمت مشروعًا برمجيًا سريًا، مشروعًا بسيطًا في مظهره، عميقًا في أثره. برنامج يهدف إلى حل واحدة من أكثر المشكلات إلحاحًا التي يعاني منها ملايين البشر - دون أن يطلب شيئًا في المقابل.

حين نشر خليل برنامجه مجهول الهوية عبر الإنترنت، لم يكن يتوقع أن ينقلب العالم رأسًا على عقب. انتشر البرنامج بسرعة البرق، وتحول إلى ظاهرة عالمية. بدأت وسائل الإعلام والشركات العملاقة في البحث عن العقل المبدع وراء هذا الإنجاز، دون أن يخطر ببالهم أن يكون هذا العقل شابًا عاديًا، يجلس في ركن صامت من قاعة دراسية منسية.

رواية "بلا أثر" ليست قصة عن الشهرة أو النجاح السريع، بل عن النقاء في زمن التلوث، عن العبقرية المتواضعة التي ترفض الأضواء، وتؤمن بأن أعظم الأعمال قد تُنجز دون أن تُرفع لها رايات.

"بلا أثر" هي رواية عن شخص ترك أعظم أثر... وهو يختفي بهدوء.