الكرسي الفارغ في الصف الاخير
22 parts Ongoing > استيقظتُ اليوم كما أفعل كل يوم... دون رغبة.
الجو غائم، رمادي، مثل داخلي تمامًا.
أكره الصباح، ليس لأنه بداية يوم جديد، بل لأنه تكرار لعذابي القديم.
قبل أن أفتح عينيّ بالكامل،
دخلت أمي كالإعصار،
شدّت الغطاء من فوقي بعنف وهي تصرخ:
"قومي! تأخرتِ كالعـادة! ما الفائدة من فتاة مثلك؟"
لا أرد... لا أصرخ... لا أدافع.
فقط أتحمل.
> "اليوم، كعادته... قاسٍ."
لا جديد.
فقط أنا، وسرير بارد، وأم متعبة لا تحبني.
أذهب إلى الحمام، أنظر إلى وجهي في المرآة،
أرى فتاة تشبهني... لكنها منطفئة.
لم أعد أعرف إن كانت هذه أنا، أو مجرد صورة لصمتي.
أرتدي زي المدرسة البالي، أضع حقيبتي الثقيلة على ظهري،
ليس فيها كتب فقط...
بل كلام لم أقله، وصفعات لم تُحتسب، وأمنيات لم تُسمع.
> "هل من العدل أن تبدأ حياتي بالألم كل يوم؟"
لا أظن.
لكنني تعودت.
أنزل إلى المطبخ، لا أجد أحدًا،
كالعادة...
أمي أعدّت الإفطار، إن كان يمكن تسميته إفطارًا.
قطعة خبز جافة، وكوب حليب فاتر لا طعم له.
آكلهما بصمت، لا لأنني جائعة، بل لأن معدتي اعتادت أن تملأ الفراغ فقط.
> "حتى الطعام يشعر بالوحدة."
كل شيء في هذا البيت باهت... حتى رغيف الخبز.
أعود إلى غرفتي، أرتدي زِيّ المدرسة المكرمش،
ألونه كحلي باهت...
لا يختلف عن لون قلبي.
أغلق الأزرار واحدًا تلو الآخر،
كأنني أخيط على جسدي ق