
حينما عرفت ملك أن الأمير الذي تحكي عنه والدتها كان وحشًا... في قرية منسية، كانت الجدران الطينية تخفي الأحلام أكثر مما تحمي الأجساد. ملك، لم تعرف من العالم سوى ظلال المارة وضوء الشمس الذي يتسرب من فتحة صغيرة، تسمع حكايات أمها كأغنيات مسائية، قصص عن أمراء شجعان وحب لا يقهر. لكنها لم تكن تعرف أنها هي نفسها ستصبح احدى هذه الحكايات. أما داني، فكان نبتة غريبة في أرض ليست أرضه، طفل جاء من قرية بعيدة بعد أن ابتلع الموت والديه، ليجد نفسه بين أبناء عمه الذين لم يعرفوه إلا بصفته جسدًا زائدًا على موائد الفقر. جدران قريتهم كانت حصنًا، لكنها كانت أيضًا سجنًا. لكن الأقدار لا تقرع الأبواب، بل تقتحمها. في يوم رمادي، دُكت قريتهم تحت أقدام الجند، وارتفعت الرايات السوداء على أسوارها. الأمير ذياب، ابن الملك، عاد كالإعصار، يجر خلفه غنائم الحرب، وأرواحًا موشومة بالخوف ، نساء يبكين، أطفال يصرخون، وبينهم ملك وداني. ذياب لم يرَ فيهما مجرد عبيد. عيناه التي حملت قسوة الحروب، نظرت لهما بنظرة غامضة، بين الحماية والتملك. أخذهم إلى قصره، حيث الرخام يلمع تحت أقدامهم الصغيرة، والثريات تضيء عالمًا جديدًا. كبروا هناك، تحت جناحيه، ولكنهم لم يكونوا طلقاء. كانوا يشبهون العصافير التي تملك أجنحة، لكنها تعيش تحت ظل السيوف.Todos los derechos reservados
1 parte