في يوم عادي، وقفت بيسان تحت المطر، تتأمل الطريقين أمامها. أحدهما يشبه حياتها: رمادي، مبلل، لا يوصل لشيء. والآخر غامض، لكنه يحمل وميضًا صغيرًا من الأمل. كل ما تملكه هو رقم في يدها، وجرأة لم تعهدها من قبل...
الحياة تشبه البحر، كلاهما واسعٌ، غامضٌ، ومتقلّب. تخفي أمواجهما أسرارًا لا يفك شيفرتها إلا من تجرأ على الغوص في الأعماق. هناك أسرار تروي حكايات النجاة، وأخرى تُشعل العواصف، تمامًا كقلوب البشر التي تحمل في داخلها صراعات لا تهدأ. بعض الأسرار تمنح أصحابها القوة، وبعضها الآخر يصبح لعنةً تطاردهم أينما ذهبوا.
أسيل... فتاة بملامح هادئة تخفي خلفها قلبًا جامحًا، عنيدة كالموج، لا تنحني أمام العواصف، ولا تسمح لأحد أن يدوس كرامتها. تعشق الحرية، لكنها سجينة ماضٍ لم تختره، تعيش في كنف عائلة والدتها، لكنها تدرك أن هناك ظلًا يلاحقها، ظلًا يحمل اسمًا محظورًا على شفاه الجميع.
منى... امرأة تعلمت كيف تتحمل الألم بصمت. معلمة، لكنها كانت يومًا تلميذة في مدرسة القهر، ضحية مجتمع لم ينصفها، لكنه لم ينجح في كسرها تمامًا.
عمران... شاب يحمل في قلبه دفءَ الأخ والصديق، وسيم، طيب، ذو أخلاق تُحسد عليها، لكنه يعيش وسط نارٍ لا يعرف كيف يطفئها.
وفي المقابل... رجل ثلاثيني غامض، لا يتحدث كثيرًا، لكنه يحمل كراهية لا تخطئها العيون. يكره الماضي كأنه عدو لدود، يهرب منه لكنه يعود ليطارده، وكل ما يثير جنونه هو سماع اسم أسيل... لماذا؟
بين أمواج الأسرار والعواصف العاطفية، تبدأ رحلة أسيل، حيث الحقيقة موجٌ متلاطم، والماضي شاطئٌ لا يمكن