
كنتُ أؤمن أنّ الخيانة سهمٌ لا يُصيب إلا من أحبّ بصدق... لكنني تعلّمت متأخرًا أن الوفاء أحيانًا يكون لعنة، و أنّ الطيبين دومًا يُلقَون في نار لا يُجيدون الصراخ منها. مشيتُ على رماد مدينتي، أحمل أسماءهم في قلبي كأنها طعنات... كلّ ضحكة أُسكِتت، ووكلّ عينٍ أُغلِقت، و كلّ يدٍ لم تكتمل بها التحية. قالوا: لن تصل. فأجبتهم: سأُكمل، حتى لو زحفت بجرحي، حتى لو مشيت فوق جثّة حلمي. في طريقي، خسرت كثيرًا... أبي الذي لم أودع جثته حتى، أخي الذي لا أعلم إن كان حي أم ميت... لكني ربحت نفسي، و ربحت القلوب التي اختارت البقاء، و ربحت ابتسامة الجندي الذي ظلّ يقاتل لأجل اسمي، دون أن يعرفني. أنا الفرد، ابن النار و الصبر، من حمل الراية حين تخلّى عنها الجميع، و من مشى على خيوط الدم ليصنع منها شمسًا جديدة لوطنٍ نسيَ الضوء.All Rights Reserved