
ممّا يُحكى ويُروى، ويُتعجّب منه في مجامع السّمار، أنّ هريرة -وكانت من ذوات الحكمة والاعتبار- قصّت على صغارها حكايةً طريفة، فيها من العبرة ما يُلين القلوب القاسية، ومن الطرافة ما يُبهج النفوس اليائسة، فذكرت بلداً نزلت به النوازل، وتسلّط عليه سلطانٌ جائر، لا يرعوي لنصح ناصح، ولا يُبالي بدعاء صالح، حتى هبّ نفرٌ من أهل البأس والدهاء، وساروا في البلاد، يطلبون نُصرة من لا يُبالون بلوم اللائمين، فكان من أمرهم ما تُعجب له العقول وتُسرّ به القلوب. هذه حكاية تُروى على لسان العاقلين والمجانين، يُخالطها الجدّ والهزل، وتدور رحاها بين الأبطال والصعاليك، تُسرّ بها النفس وتُغذّى بها الفِكر، فاقرأها -رعاك الله- تجد فيها ما يسرك.All Rights Reserved