
صوتُ الهامش لا يُسمع إلا حين يختنق الصّمت. وهناك... في الزاوية القصيّة من النفوس، تُخاض أعنف الحروب دون أن يُرفع فيها سيف. بيوتٌ تتزيّن بالهيبة، لكن في أعماقها قلوبٌ تتآكلها الندوب، وأسماءٌ تلمع في العلن، لكنها مطموسة داخل مرايا الغرف المغلقة. هم لا يكرهونك... إنما يكرهون ما تُذكّرهم به. كأنّهم صُنِعوا من صمتٍ سميك... يمشون فوق جراحهم كأنها بلا ألم، يضحكون، وهم يحفرون خندقًا تحت أقدام بعضهم... كلُّ خطوةٍ تمضي، تخبّئ ثمنًا يُدفع لاحقًا. السلطةُ ليست منصبًا، السلطةُ لعنةٌ... تنبت في من يعرف أسرارك أكثر من اللازم. من قال إنَّ المراقبة صمت؟ أحيانًا... هي أقسى من المواجهة. حكاياتٌ لا تُحكى إلا لمن تحمّل الثمن، وأسماءٌ تُهمس لأن ذكرها علنًا قد يُشعل النار، في دهاليز الأسرار، لا أحد بريء، الكلّ متّهم حتى تثبت براءته من الطمع... أو الخيانة. وهناك ظلٌّ لا يفارق المكان، عينٌ ثالثة تراك من حيث لا تراها، وفقدٌ يتنكر على هيئة اهتمام... لكنّه لا يُجيد سوى سرقة ما تبقى منك. تتوالى الخطايا... وتصمت العدالة، فمن سيكسر هذا الصمت أولًا؟ ومن سيسقط حين تُفتح الملفات القديمة؟ قريبًا... حين لا يبقى في الهامش مكان للهرب، وحين تنكشف النوايا بعيونٍ لا ترمش... سيبدأ كل شيء.All Rights Reserved
1 part