في طرف مدينة ما حد يجرؤ يقربه، فيه حي مهجور اسمه حي الجمش، وبيوته فاضية من سنين. الناس تقول إن سكانه اختفوا في ليلة وحدة، ما بقى لا صوت، ولا نور، ولا حتى جثث... بس البيوت، واقفة كأنها تتنفس.
يقولون إن عائلة آل الجمش كانوا من أغنى وأقوى العوائل، بس كان عندهم سر، سر دفنوه تحت بيتهم الكبير: كتاب قديم من جلد بني آدم، مكتوب بلغة ما يفهمها أحد... إلا اللي دمّه من نسلهم.
اللي يقرب من بيوتهم، يسمع صراخ يطلع من الجدران، يشوف عيون تراقبه من المرايا، ويحس كأن الأرض تبغى تبلعه. كل بيت من بيوت آل الجمش له قصة، وله روح مسجونة فيه... تنتظر تنفجر.
الكاتبه :رندا ناصر العتيبي
في هذه الرواية، لا أحد يعود كما كان...
جوها مشبع بالحزن، كأنك تمشي في بيت قديم امتلأ بالغبار والذكريات الثقيلة.
هنا، لا تُقال كل الحقائق، بعضها يُهمَس، وبعضها يُدفن مع من رحلوا.
الهواء مليء برائحة الورق القديم والندم.
الأصوات خافتة، المشاعر مدفونة، والقلوب مشقوقة بنصوص لم ت ُكتَب ، ورسائل لم تَصل .
رواية تأخذك بين دولتين ، بين ماضٍ يُطارد الحاضر، وبين شخصين كل واحد منهم يحمل شيئاً لم يستطع قوله.
بين الفقد، والصمت، ومواجهة الأسئلة التي ظلت معلّقة لسنوات...
هي ليست مجرد حكاية موت، بل حكاية من تبقّى بعده.