
ليس الجمالُ في بياضِ لونٍ، ولا القُبحُ في سواده، فالكفنُ أبيضُ لكنه يُرهبُ النفوس، والكعبةُ سوداءُ لكنها تُبهجُ الأرواح، فالعبرةُ ليست بالمظهر، بل بما تحمله القلوب من خلقٍ ونقاء. ما الرجولةُ بصوتٍ جهوري، إنما هي شهامةٌ وحياء، وما الأنوثةُ بعُريٍ وتكلف، بل بعفافٍ وسكينة. فكم من ملامحَ خادعة، تخفي وراءها نفوسًا خاوية، وكم من بساطةٍ ظاهرة، تنطوي على جوهرٍ كريم. فقبل أن ترفع كفّ الدعاء طلبًا لما فاتك، انظر إلى ما في يديك، واشكر الله على ما وهبك، فإن في الرضا راحة، وفي الحمد بركة، وفي القناعة عزّ لا يزول.All Rights Reserved