
وحين التفتت فجأة، شعرت به... نظرات حارقة. أنفاس ثقيلة. رائحة من شيء لا يشبه البشر... خليط من دخان، خشب محترق، وشيء آخر... عارٍ، حيواني، متوحش. كان واقفًا هناك، بين جذعي شجرتين، ساكنًا كتمثال. ذو شعرٍ أسود كثيف، وعينين... ذهبيّتين كالشمس عند المغيب، تتوهج في العتمة دون رحمة. لم يتكلم. لم يرمش. ولم يتقدّم. لكنه نظر إليها كأنها جريمة... وكأنها خلاص. كأن شيئًا في روحه انكسر واشتعل في اللحظة ذاتها. قال بصوتٍ مبحوح: "أخيرًا..." لم تعرفه، لكنها شعرت بجسدها يرتجف... ليس خوفًا، بل وكأن ذئبًا ما في داخلها استيقظ فجأة، متأهّبًا، مأخوذًا. لم تكن تعلم بعد، أن هذا اللقاء... سيجعل منها لعنة لقومه، وعبادةً له.All Rights Reserved