- شَــظَـايـا ضَــوءٍ فِـي ظِـلَالِ الـقَـمَـرِ  
شظايا ضوء في ظلال القمر
في زاويةٍ منسيّةٍ من هذا العالَم، حيث لا يلتفتُ أحدٌ إلى صرخاتِ الصِّغار، وُجِدت طفلةٌ لا تحملُ من الماضي سوى فراغٍ في ذاكرتها، وجُرحٍ في قلبها لم تعرفْ له اسمًا.
لم تكن تَدري من أين جاءت، ولا لِمَ وُجدت، لكنها كانت تشعر أنّ الأرضَ التي تطؤها قد لفظتْها قبل أن تحتضنَها.
قضت أيّامَها بين جدرانِ ميتمٍ بارد، تتعلّم أنّ الغربةَ ليست مكانًا، بل شعورٌ يسكنُ العظم. هناك، أبصرتْ طفلًا غريبًا يدخلُ 
حياتَها كما يدخلُ الغريبُ إلى الحلم، ومنذ تلك اللحظة، تحرّك شيءٌ في أعماقِها، شيءٌ دفعَها لأن تضعَ نفسَها في مهبِّ 
الخطرِ لإنقاذه، حتى وإنْ كلّفها ذلك أن تُحفَر آثارُ العقابِ في جسدِها وروحِها.
لكنّ النجاةَ لا تمنحُ دائمًا حياةً أفضل. فما إن عبرتْ بابَ القصرِ الذي وُعِدتْ فيه بالدِّفء، حتى اكتشفتْ أنّ بعضَ الأبوابِ 
ليست إلّا أقفاصًا من ذهب. صارت "المُتبنّاةُ" خادمةً، والوعودُ البراقةُ سلاسلَ جديدة، وأدركتْ أنّ الخذلانَ يمكن أن يرتديَ وجوهًا مبتسمةً.
بين الميتمِ البائسِ والقصرِ الخادعِ، بدأ قلبُها يتقوقعُ على نفسِه، تتعلّمُ أنّ مَن يمدُّ يدَه للآخرين قد يخسرُ كلتيهما، وأنّ الثمنَ الذي يُدفَعُ من أجلِ النجاةِ لا يتركُ مجالًا للعودةِ كما كانت.
لكنّ ذاكرةً غارقةً في الظل