حين لامست ظل الزمن

في زمنٍ تكسّرت فيه المرايا من فرط الزيف، ولدت إليانور - فتاة جميلة حدّ الوحدة، غريبة حدّ النفور، وصامتة كقصيدةٍ خجلى. جمالها لا يُقاس، بل يُخشى، لأن فيه شيئًا لا يستطيع العالم تفسيره.

بمصادفةٍ تشبه القدر أو قدَرًا يشبه المصادفة، تنتقل إليانور من عالمها المعاصر إلى قلب العصر الفيكتوري، حيث الأرصفة مرصوفة بالضباب، والقلوب مشدودة بالكورسيهات الخفية.

هناك، تلتقي بملكٍ شاب، وسيم كأنّه من رسم، تتطاير من عينيه شرارات النُبل، وتحترق في قلبه أسئلة لم يجرؤ أن يبوح بها أحد. ترى فيه إليانور ما لم يره شعبه فيه، ويرى فيها ما لم يرَه هو في امرأةٍ قط.

لكن حيثما يُزهر النور، ينهض الظل.
فالقلوب الغيورة، والعقول المتصلّبة، والنساء اللاتي تقفن خلف المراوح وابتسامات السمّ،
لا يحتملن وجود تلك "الفتاة الغريبة" التي تسير بلا إذن، وتحبّ بلا قيد، وتبدو وكأنها جاءت لا لتعيش... بل لتُغيّر.

يبدأ صراع خفيّ، بين من يريدون طردها، وبين من يحاولون فهمها،
لكن إليانور لا تحارب بالسيف... بل بالصمت، ولا تهرب... بل تظلّ واقفة، كنخلة زرعت في غير أرضها، لكنها أبت أن تموت.

ومع اقتراب النهاية، تتكثّف الظلال...
قلبٌ سيُكسر،
قصرٌ سيهتز،
وسرٌّ واحد سيقلب مصير كل من لمسوه...

لكن، من سينجو؟ ومن سيخسر؟
وهل الحبّ أقوى من الزمان؟
أم أن الزم