> كانت ليان تمش ي بخطى بطيئة نحو غرفتها، تحمل في يدها دفترها الصغير الذي كتبت فيه كل ما لم تستطع أن تقوله بصوتٍ عالٍ. خلف بابٍ مغلق، كانت تخفي دموعها، وداخل قلبها كانت تخفي جروحًا لم يُرِد أحد أن يراها.
هناكَ من يُولد بقلبٍ دافئٍ...
وهناك من يتعلّم كيف يُدفئ قلبه بالحب.
لكن هناك من وُلد وقلبه ثلج، وصمته جليد...
جليد لا يذوب، لا يلين، ولا يعترف بالاحتراق.
وهي؟
لم تكن سوى ظلّ أنثى...
هشّة، منكسرة، تُخيط جراحها بالسكوت، وتبتلع قهرها كي لا يراها أحد تتألّم.
جمعتهم الأقدار في ليلةٍ باردة...
لا حب فيها، ولا أحلام... فقط عقد، وأسماء، ونظراتٌ خالية من المعنى.
لكنه لم يعلم...
أن الصمت الذي يحتقره،
والدمعة التي يسخر منها،
والضعف الذي يكرهه...
كلّهم يحملون سلاحًا لا يُرى.
سلاح اسمه: القلب.
وهكذا بدأت الحكاية...
هو: "يزن"
بردٌ لا يُطاق...
وهي: "ليان"
دفءٌ لا يُقدّر.
فهل يُمكن للجمر أن يحترق داخل الجليد؟
وهل ستكسر الضعيفة قيد الصقيع... أم تُكسر؟
هُنا تبدأ "جمرٌ تحت الجليد".
---