يُقال إن بعض الفراغات لا تُملأ... بل تختار من يعيش فيها.
فقدت أمها، وتركت خلفها صمتًا ثقيلًا في كل زاوية من حياتها. لم يكن أحد ليسأل عن دموعها، ولم يكن أحد ليعرف أن كل خطوة تخطوها كانت محاولة للعثور على شيء مفقود، ظل لم تره قط: أبيها.
في كل لحظة، كان قلبها يئن من الوحدة، وعقلها يمضي في أسئلة بلا أجوبة، تتساءل عن من يكون، عن سبب غيابه، عن مكان يمكن أن تجد فيه من يعوضها ع ما فقدته. ومع كل خطوة نحو المجهول، كانت تعرف شيئًا واحدًا فقط: أنها لا تستطيع التوقف، وأن الطريق الذي اختارته سيقودها إلى ما كانت تبحث عنه منذ ولادة قلبها.