مرآة النبوءة

في زمنٍ لا تُقاس أيامه بالشمس، ولا تُحتسب ساعاته بالقمر...
وُجدت الممالك الخمس، كأنها أطراف يدٍ ممدودة نحو مصيرٍ مجهول.

لم تكن الحروب أول الدماء،
بل النبوءات.

**

قيل إن العالم بُني على توازن هشّ:
بين البشر الذين لا يرون إلا الواقع،
والسحرة الذين يهمسون للأحجار،
والمستذئبين الذين يعبدون الليل،
ومصاصي الدماء الذين يحملون العطش كإرث،
والليكانيين الذين وُلدوا من جراح القمر.

لكن التوازن... لم يكن أبديًا.

**

خمس أرواح وُلدت في زمن واحد،
بعيدة عن بعضها،
لكن الدم الذي يسري في عروقهم، لا يعرف المسافات.

كلٌّ منهم يحمل سرًّا، لعنة، أو جزءًا مفقودًا من نبوءة قديمة...
نبوءة لم يُكتب آخرها.
كُتبت بالحبر، ثم بالدم... ثم بالصمت.

**

ليريا، التي تنام الذئبة في داخلها وتستيقظ على الحافة.
كايل، الذي أُنهك من انتظار رفيقة لم يرَها إلا في ظله.
راين، الذي يشعر بروحٍ تناديه منذ وُلد... لكنه لم يمسّها.
إيروس، الذي لا يعرف إن كان ما يسكنه روحًا أم لعنة.
وإيلارا... خليط من النار والسحر، تمشي وحدها في ذاكرة لا تخصّها.

**

ما لم يعرفوه، هو أن نبوءةً ما كانت تنتظرهم منذ الأزل.
لا لتُخبرهم بمصيرهم...
بل لتخلقهم.

**

فمن هم؟
ضحايا قدرٍ مكتوب؟
أم صانعو واقعٍ لم يُكتب بعد؟

أنت... أيها القارئ، ستُقرر.
لكن اعلم أن ما تقرأه ليس حكاية عن مم