𝐓𝐇𝐄 𝐏𝐔𝐑𝐄 𝐉𝐄𝐖𝐄𝐋! "صوته ارتجف قليلًا وهو يتلو، كأن الحروف تتردد أولًا في قلبه قبل أن تخرج من شفتيه: ﴿أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ﴾. لم تكن الآية مجرد كلمات، بل نافذة انفتحت على قلبي المرهق منذ زمن. التفتُّ إليه، فوجدت عينيه تبتعدان عن المصحف لحظةً، وفي تلك اللحظة شعرت أن النور يتسرب من بين الحروف ليغمرني بأكمله. كيف لبضع كلمات أن تهزني بهذا العمق؟ رددتها في داخلي مرارًا، وكأنها تشبثت بروحي ورفضت أن تفارقها. سكن كل شيء من حولي فجأة، حتى خُيِّل إليّ أن العالم انحنى ليترك لهذا النور وحده أن يملأني. همستُ دون وعي: "أعدها..." ابتسم ابتسامة خفيفة، ثم عاد بعينيه إلى المصحف، وصوته هذه المرة خرج أكثر عمقًا، أهدأ، أثقل بالسكينة... حتى ظننت أن السماء بأكملها تنصت معه. دموعي خانتني، انزلقت بصمتٍ على وجنتي، ولم يكن في داخلي حزن، بل راحة لم أعرف مثلها من قبل. كأن قلبي، بعد تيهٍ طويل، وجد أخيرًا الدرب الذي كان يبحث عنه. أعاد الآية ثالثة، ومع كل ترديد شعرت أن جدارًا آخر في داخلي يتهاوى، وأن يقيني يترسخ بأن هذه اللحظة لم تُخلق صدفة... أن الله أرسل هذا الصوت، وهذه التلاوة، وهذه الآية بالذات، لأجلي أنا. [الــجَــوهَـــرةُ الــنَّــقــيــة] [2024/2/18]All Rights Reserved