بَيِنَ كَلَفّ وَ غِلّ الأَبّدَرّ
9 parts Ongoing بَين كَلَفٍ و غِلّ الأبدر
في زاويةٍ نسيها الضوء،
وُلد وجعٌ لا يشبه الوجع،
طفلٌ ألقته أمٌّ من رحمها
كمن يتخلّص من وصمةٍ لا تُغسل،
نشأ بين صدى الشتائم ورائحة الخيانة،
فتعلّم أن القسوة درع،
وأن البكاء جريمة لا تُغتفر.
كبرَ وعلى كتفيه جراح لا تُرى،
حين انكسر، لم يسمع أحد صوت ارتطامه،
فقرر أن يكسِر من كسرَه،
وأن يذيق المرّ لمن سقاه العلقم.
أما هيَ، فكانت بقايا روحٍ تُدار بالمهدئات،
نصفها غائب عن الوعي،
ونصفها الآخر يبحث عن خلاصٍ لا يأتي،
ابنةُ الباشا الذي علّمها أن الطاعة نجاة،
حتى سلّمها للإدمان كما تُسلَّمُ الأضحية للمذبح.
وحين التقيا، لم يلتقِ عاشقان...
بل التقى جرحان قديمان
يحاول كلٌّ منهما أن يدفن الآخر فيه.
كانت الحرب بينهما أكثر من انتقام،
كانت اعترافًا متأخّرًا أن الحبّ
لا يولد إلا من رحم الخراب.
وفي النهاية، حين سقط آخرهم،
لم ينتصر أحد، لأن الموت
وحده كان الصادق في وعده،
وأبقى خلفه حكايةً عالقةً
بين كَلَفٍ و غِلّ الأبدر...