هُنا في تلكَ الأحياء الراقية، والمدينة الجميلة والصاخبة، حيث تقبع تلك الفتاة شبيهة الورد، تبدأ قصتها منذ بدأت مرحلة الجامعة، حيث ترى عالمًا آخر، أما نحن سنرى يومياتِها لمحاولة التعامُل مع ذلك العالَم.
"وقد كانت الأندلس بيننا تُحوِّلكِ عني، وكنتُ أظنّكِ ضرارًا يدفعه الله عن دربي، فما كنتُ أدري يا عائشِ أن ما يكتبه القدر لا يحجبه سلطانٌ ولا يرده هارب. وفي زمنٍ صارت فيه السيوف تطلب دمي، ولم يبقَ لي من الدنيا إلا يقينٌ ألوذ به... ظهرتِ لي كرحمةٍ ساقها الله، وكأنكِ السكينة التي وعد بها المؤمنون حين تضيق بهم الأرض بما رحبت.
كنتِ ملاذًا من خوفٍ طالني، ووطنًا يرفع عن قلبي ثقل المطاردة... يا من خبّأكِ الله لي وسط خرابٍ عظيم."