𝙉𝙀𝙈𝙊𝙍𝙄𝙎 ( هـُـويَابَاكْيـُـو ).

يا من تقرأ هذه الكلمات، اعلم أنك الآن على العتبة.
ما بين الصفحة والأخرى، لن تجد قصة، بل اختبارًا يتنكّر بهيئة الحكاية.

في قلب أرض منسية، لا تُشرق عليها الشمس إلا لتضلّل الداخلين،

تقع غابة تُدعى هوياباكيو...

بعضهم يصفها بالجسد، آخرون بالذاكرة، وقليل فقط من يدرك حقيقتها:
أن تحتها مرآة... لا تعكس صورتك بل نواياك، وتعيد ترتيبك كما لم ترَ نفسك من قبل... نيموريس.

هناك دلف اثنان...

أباثيا.

حفيدة المعادلات القديمة، تلك التي لا تتنفس إلا حين تجد لغزًا، ولا تنام إلا فوق سؤال ناقص.
جاءت إلى هوياباكيو لا رغبة في المجازفة، بل بحثًا عن الصيغة الناقصة التي تركها والدها في دفاتر مشفّرة.
دفاتر امتلأت بجمل لا تُفهم إلا إذا قُرئت على تربة الغابة نفسها.
هو لم يختفِ، بل اختار أن يُدفن حيًا في مكانٍ لا يفتح بابه إلا لمن يشبهه.
وأباثيا... تشبهه حدّ الفوضى.

لكنها، على عكس ما ظنه من تركوا وراءهم إرثًا من الحذر، لم تأتِ لتُنقّب في الذكرى...
بل لتخترق الحقيقة.

أما آدم...

فهو لم يحمل كتابًا.
لم يملك خريطة، ولا حتى وجهة.
ما دفعه إلى الغابة لم يكن عقلًا، بل شعورًا ثقيلًا لم يُفهم يومًا...
شعور بأنه ناقص، مكسور في مكان لا يُرى.
وأن شيئًا ما، في أعماق الغابة، يشبهه.

يقول لنفسه إنه جاء ليستكشف.
لكن الحقيقة؟
أنه هرب.
هرب من زمنٍ لا ير