•٪¡حين تنكسر الجحيمية¡٪•

---

مقدمة الرواية:

كانت راسيليا ترى العالم بعينٍ واحدة منذ أن وُلدت، لا لأن الأخرى أصابها العمى، بل لأنها كانت موصدة من الداخل.

الضوء لم يعرف طريقه إليها، لا من شمسٍ ولا من قلب. كانت تُحسن رؤية كل شيء من زاوية واحدة: مائلة، شاحبة، كأن العالم لا يستحق أن يُرى بكامله.

في بيتٍ تتدلّى من سقفه صرخات النساء كالثريات، وبين جدرانه طُبعت كفوف رجال لا يبتسمون، نشأت راسيليا، لا طفلة، بل نواة جحيمٍ صغيرة. كانت أختًا للكوابيس، وابنةً لصوت الباب وهو يُغلق على هدوءٍ لا يلبث أن يُكسر.

كل شيء فيها كان صامتًا، حتى حين كانت تُضرب، لم تصرخ. لم تكن صلابتها بطولة، بل موتًا مؤجلاً يسير على قدمين. وكان هو: سيلفريك نوارث، الرجل الذي أضاء ليلها بشمعة... ثم نفخها ضاحكًا.

كان يراها أدنى من الحشرات، لكنه احتفظ بها، لا حبًا، بل استمتاعًا بتعذيب قلبٍ لا يزال ينبض رغم أنه لا يُحب. كل نظرة منه كانت رصاصة بطيئة، وكل كلمة حب كاذبة كانت سمًّا يُسكب في كأس أوهامها.

وكانت تشرب.

حتى جاء اليوم الذي اختُطف فيه.

اختفى كما يختفي الصدى في وادٍ أعمى. لا أحد رآه. لا أحد سمعه. لكن أحدًا ما... خطفه.

ولم تبكِ.

راسيليا، التي كانت تتهدج كلما غاب صوته، جلست على سريرها، تغني.

لم يكن اللحن جميلاً.

كان كحشرجة صدرٍ اختنق بحقيقةٍ قاتلة.

---

زعيم مافيا