
على الشُّرفةِ كمن يُساقُ إلى فناءٍ مؤجّل. لا أنتمي لجوف الدار ولا لأفقٍ يتناهبهُ الغُبار. تحتي الأرصفةُ خاوية ، وفوقي سماءٌ مكدودةٌ كصدرٍ كَظم الأسى حتى ترقرق. كلُّ شيءٍ ساكنٌ إلا صدري، يضجُّ بأسئلةٍ لا تستأنس إجابة؛ كأن الشُّرفةُ مذبحٌ معلّق، ينتظرُ قرابين الصمت، ينتظرُ مقتلي ونحري عليها ، وعيونُ المارّة لا ترى سوى ظلٍّ يتآكل في العراء، لا هو حيٌّ فيُرجى، ولا ميتٌ فيُنعى. من ذا الذي أكل لحمه الحُزن، وتغوَّلة عليه الكآبُة حتى ابتدعةُ، أيها الغريب، منكسر الجناح، مُغتربٌ هل كنت عن الدار غريب أم يتيم منفصلٌ عن ناظري النور؟ ومنبوذٌ بين الأرصفة والطرقات ككائنٍ لا يجمعهُ سوى صمت النسيان، وأشواك الوحدة؟ أي جحيمٍ ذاخلٍ دُفن فيك، يا من صنعت الشرفة؟ هل كنت يتيماً مقموعاً ، هل كنتَ وحيداً لا يعرف سوى هيكلِ خيالهِ المعكوسِ على الجُدران ؟، أم أعمى لا يرى سوى ظلال غياب الحبيبة؟ أم كنت أسيراً يتسلّى بالحرية عبر نظراته التي تلهث خلف الطيور، وترنو إلى فضاء بلا حدود؟. ﴿ مجموعة رسائل ، اقتباسات ، ملاحظات ، اشعار ، ويوميات = من دفتري﴾All Rights Reserved