ليال الرعد

في مدينة تلفها الأسرار وتخفي بين جدرانها الكثير من الحكايات، كان هناك ثلاثة شركاء في العمل: عصام، هشام، ومنير. بدأت علاقتهم قوية ومبنية على الثقة والمصالح المشتركة، لكن وراء المظاهر كانت تنمو خيوط الحقد في قلب منير، الذي كان يكن لهشام مشاعر غيرة دفينة، خاصة لما كان يراه من استقرار هشام العائلي ونجاحه في الحياة المهنية.

شيئًا فشيئًا، بدأ منير ينفذ خطته في الخفاء. استغل ثقتهما فيه ليحكم حباله، حتى جاء اليوم الذي قرر فيه ضربته القاضية. دعا هشام إلى رحلة عمل بحجة توقيع عقد مهم، وهناك دبّر له فخًا مميتًا أدى إلى حادث أليم، أودى بحياة هشام. لكن الأمر لم يتوقف عند ذلك، فقد اختطف منير زوجة هشام، وأشاع نبأ وفاتهما معًا في نفس الحادث، مما جعل الجميع يعتقد أن الحادث أنهى حياتهما سويًا، وترك الأطفال الثلاثة في صدمة كبرى.

التوأم أيهم وأدهم، وشقيقتهما الصغرى ليال، وجدوا أنفسهم يتامى فجأة، يكبرون تحت رعاية الجدة، التي حاولت أن تعوضهم عن فقدان الوالدين، رغم مرارة الفقد وصعوبة الأجوبة. كانت السنوات تمر ثقيلة، تحمل في طيّاتها الكثير من الحزن والأسئلة المكبوتة.

لكن الحياة لا تسير على وتيرة واحدة. فبعد سنوات من الغياب، ومع موت منير المفاجئ، ظهرت الأم من جديد. كانت عودتها صادمة، فقد كانت غائبة قسرًا، مسجو