في حيّ هادئ في ظاهره، صاخب في تفاصيله، تمتزج فيه ضحكات الأطفال بصوت الصرخات، و صوت الأرجل الصغيرة التي تهرب في اليل و بعدها يعم الصمت فجأة...... حيّ لا يعرف الراحة، أحد البيوت.... هناك يعيش.. وسط هذا الضجيج....... من يحب الصمت كأنه صلاة...... يقدس السكون كأنه عقيدة، و كلما صرخ طفل أمام نافذته..... مات شيئ بداخله، ثم قرر أن يجعل شيئا أخر يموت بالخارج.
الأطفال يختفون..... واحدا تلو الأخر...... دون أثر أو دموع، و كأن الحيّ يطهّر نفسه في صمت.
في هذا الحيّ لم يعد الصراخ لعبة بريئة...... بل دعوة إلى الموت.....