تمطر المدينة ببطء... لكن القطرات لا تغسل شيئًا.
الوجوه ذاتها... الأحاديث ذاتها... والجدران تزداد صمتًا كلما اختفت فتاة جديدة.
لا أحد يتحدث عنهن بصوت عالٍ.
الشرطة تصدر بيانًا كل أسبوع، ثم تعود للنفي، للغضب، للصمت.
الصحف تسميه "الشبح"، "الظل"، "العين التي لا تنام".
لكن الحقيقة أبسط من ذلك...
هناك أحدٌ ما يعرفهن. يعرف أعمارهن، مشيتهن، ارتجاف أصابعهن حين يطرُق الليل نوافذهن.
يختارهن، كأنهن نغمة واحدة يُعيد عزفها كل مرة... ثم يخمدها.
الناس يخافون.
الأمهات يغلقن النوافذ.
والمحققون بدأوا يتساءلون:
أليس فينا من يشبهه؟
أليس فينا من يفهم هذا السكون الذي لا يترك أثرًا سوى أنثى خامسة، سادسة، سابعة... بنفس الابتسامة المرتجفة... ونفس العُمر؟
ما يحدث هنا ليس قتلًا... بل طقسٌ يتكرر.
ومَن يُقيم الطقوس، لا يفعلها عبثًا.
- أودَلف رينَارد.
- رينَا كَابيلُّو.
__ ﴿ دِيـنْغٖ دُونـْـغ ﴾ __
أهلاً يا صديقي العزيز،
أنت الآن في المكان، حيثُ أيّ شيء سيَحصُل لك سيكون بسببك أنت. قراراتك هي نتيجة مصيرك الآن.
فإمّا أن تُعطيني تلك القلادة، أو تدلّني على صاحبها، وفي الحالتَين ستخرج من هنا سليم العقل، على رجليك، وربما نصبح أصدقاء نتسامر فيما بعد.
"ولكن إذا اخترت أن تكون شهماً..."
اقترب منه، وهمس كالافعى في أذنه، وهو يبصق سُمَّه:
❝ سأجعلك تتوسل لي أن أنزع لسانك بيدي فقط... كي لا تَصرُخ.
سأقنعك أن الضوء وهم، وأن الظلام هو الحقيقة الوحيدة.
سأكسر فيك كل شيء... حتى تظن أنك وُلدت هنا، مربوطًا على هذا الكرسي، تنتظر نظرتي كي تشعر أنك موجود.
ثم... سأُريك وجهك في المرآة.
ولن تعرف من أنت. ❞
ثم ابتسم، ابتسامة رجل لا يهدد... بل يُعلن حكمًا نهائيًا.
وقال بهدوء قاتل:
"فكّر بهدوء، صديقي... الوقت ليس في صالحك، والقلادة تحرق أكثر مما تلمع."