
ما بالُ الزمانِ يا ترى؟ أيعصفُ بالحقِّ كما تعصفُ الريحُ بالأوراقِ اليابسة؟ أين العهود؟ أين الميثاق؟ بل أين القلوب التي عاهدت ثم ولّت؟ هذه ميراميس، زهرةُ "ميلادليا" الوَحيدة ، وأملُ عرشٍ شُيّد على سواعدِ الفرسان ودم الأمراء ، وجباهٍ لا تعرف الذلّ. كانت تاجًا فوق رؤوسهم ، ومجدًا وجمالًا يُغنّى به في المجالس والقصور.. لكنّ الخيانة يا من يقرأ هذه الحروف ، لا تطرقُ الأبواب، بل تدخلُ متخفّية في ثياب الولاء. في ليلةٍ لم يكن للقمر فيها نور، تساقطت أسوارُ المملكة حجراً حجراً، وتبدّلت التاجُ إلى شوك، والعرشُ إلى منفى، والأميرةُ إلى مطاردةٍ في ظلال الغدر. لكن هل تموت الشمس إن غابت؟ وهل تنكسر السيّدة إن خُذلت؟ كلا وربّ العدل! فإن في قلب ميراميس نارًا لا تُطفأ، وعهداً لا يُنسى. هي لا تهرب... بل تُمهّدُ لعودةٍ تزلزلُ الأرض تحت الخونة. فبين سطور الحب المعقّد، وسيوف الخيانة، وسواد الليالي الطويلة، تبدأ رحلة ميراميس... من الهاوية إلى القمة، ومن الضعف إلى المجد. فامضِ يا قارئ، فإنك على وشك أن تعيش حكاية لا تُنسى.All Rights Reserved
1 part