لم تكن تعرف أني كنت هناك.
خلفها. دائمًا خلفها.
تفتح الباب... فأحفظ صوت المفتاح في جيبي.
تضحك... فأدوّن تلك الضحكة في رأسي، لأعيد تشغيلها حين تنام المدينة.
رُبى...
حتى اسمك. لم أعد أكتبه في الدفاتر.
بل أنقشه على جلدي.
طوالَ فُقدانكِ، ما ذقتُ للراحةِ طعمًا
ولا اهتديتُ إلى سُبُلِ النومِ يومًا
كنتِ الحُلمَ الممنوع، والوَعدَ المؤجَّل
وأنفاسي التي تَعثّرتْ على أعتابِ الانتظارِ دهرًا طويلًا.
كنتُ أستقصي ملامحكِ بين وجوهِ العابرين
وأستن طق الزحامَ عنكِ
وأُصغي لصوتٍ فيه رنّةٌ تُشبه ضحكتكِ
كأنّها تَهبُني الحياةَ حينًا
وتَسلبني إيّاها حينًا آخر
ما كنتِ غائبةً عني
بل كنتِ الحضورَ الذي لا يُمسَك
والقربَ الذي يُحاصرني من مسافةٍ لا تُدرَك.
٭فَابيو