الهائم: لَمْ يَعُدْ ثَمَّةَ مَنْ يَصْرُخُ
10 parts Ongoing الظل الذي لا يُمس
في عالمٍ لم يعد فيه من يصرخ... يهيم 'هُوَ' بين الرماد والأشلاء
كائنٌ ليس بشريًّا، ليس شبحًا، ليس مجرد ظلٍّ يُحاول تذكُّر معنى أن يكون حيًّا.
مجرَّدُ وجودٍ يرفضُ أن يختفي.
بينما البشر يذبحون بعضهم، وهو يَنتظرُ أن ينتهي كل شيء... أو أن يبدأ."
في زاويةٍ من العالم، حيثُ لا تلتفتُ العيون، يقفُ "هُوَ".
سوادُه لا يشبهُ سوادَ الليل، عيناه زرقاوان، باردتان كنجمينِ ميّتين، تُضيئانِ في العدمِ دونَ أن تُنيرا.
لا يتحرَّك، لكنَّه ينتقلُ بينَ اللحظاتِ كالريحِ التي لا تُحسُّ. يُراقبُ الأطفالَ وهم يلعبونَ بأحلامٍ لن تكبرَ، والنساءَ وهنَّ يهمسنَ بأمنياتٍ تذبلُ قبلَ أن تُولد.
وأحيانًا... يمُدُّ يدَهُ.
كأنَّه يحاولُ لمسَ شيءٍ ما وراءَ هذا العالم، أو ربما يتذكَّرُ كيفَ كانَ يومًا جزءًا منه.
لكنَّ اليدَ تعودُ فارغةً دائمًا.
والسؤالُ يبقى:
مَن يكونُ هذا الذي يراقبُ كلَّ شيءٍ... ولا يراهُ أحدٌ؟