لم يكن في الأمر ما يُنذر بالخطر... مجرّد تفاصيل صغيرة، متكرّرة، تمرّ دون أن يتوقّف عندها أحد.
رسالةٌ لم تُفتح، ومكالمةٌ لم يُرَدّ عليها، ونظرةٌ طويلة في وجهٍ بدا مألوفًا أكثر من اللازم... المدينةُ نفسها بدت وكأنّها تعرف، لكنّها ترفض أن تقول.
كلّ شيء كان يتحرّك كعادته، إلّا القلوب... كانت ترتجف دون صوت، وما لم يُقَل في البداية، كان أثقل بكثير ممّا قيل لاحقًا.
لم يكن أحد يتوقّع أن تتشابك الخيوط بهذا الشكل،
ولا أن تتحوّل العلاقات القديمة إلى ألغازٍ مفتوحة،
ولا أن تصبح الحقيقة وجهًا لا يُشبه أحدًا ممّن نعرفهم.
رحيلٌ مفاجئ... وصمتٌ لا يرحم.
كل شيء توقف عند تلك اللحظة، وكأن الزمن رفض أن يتابع سيره. النبض أصبح ثقيلاً، والضوء لم يعد كما كان.
وفي خضم الحزن، ظهر من لا يُشبه الظلال... لكنه لم يكن نورًا أيضًا.
همس بكلمات تشبه النجاة، ومسح شيئًا من الألم، حتى كاد الحزن أن ينسى نفسه.
لكن الحقيقة لا تموت... بل تنتظر بصبر خلف كل نظرة، كل ابتسامة، كل نبضة.
فماذا لو كان المنقذ هو الجاني؟
وماذا لو كانت الراحة... وجهًا آخر للخذلان؟
في لحظة واحدة فقط، قد ينقلب كل ما اعتقدته حياة.