
يا من مضيتَ... وما التفتَّ، كتبتُ إليك كثيرًا، لكنّ الحبرَ خاف الطريق. كنتُ أُخبِّئُ وجعي في مغلفاتٍ لا طابعَ لها، وأودِعُها أدراجَ الصبر، كلّ رسالةٍ كانت شهقةً مكتومة، وكلّ سطرٍ، خطوةً في دربِ النسيان. ما كنتُ أعاتبُك لتعود، بل لأشفى... لأقول للخذلان: ها أنا أراك، ولا أنحني. كنتَ غائبًا، لكنّك ملأتَ الفراغاتِ كلّها، كظلٍّ لا يُغادر المرآة، كوجعٍ لا يشيخ. وغفرتُ... ليس لأنّك تستحق، بل لأنّ قلبي أرهقَه الحزن، وأراد أن ينام.All Rights Reserved