
كانت تمشي بثبات، كأنها لا تنتمي إلى هذا العالم؛ بنظراتٍ خجولة، وثقةٍ هادئة، وطُهرٍ يخجل منه حتى الضوء. لم تكن تعرف أن أحدهم يُراقب خطواتها بصمت، يختبئ بين الزحام، يخشى أن يبوح، ويخشى أكثر أن يختفي أثرها من حياته. هو الشاب الذي امتلك كل شيء: المال، الوسامة، القوة... لكنه أمامها، لم يجرؤ حتى على الحديث؛ فقط شعر بأنه فقير أمام نعمةٍ لا تُقارن. لا تعرف عنه شيئًا، ولا تراه وسط الزحام. لكنه يعرف كل شيء عنها، ويعرف أنه إن نطق باسمها... احترق. فكيف لفتاةٍ عفيفة، بسيطة، تقية، أن تُربك حياةً كاملة؟ وكيف لحبٍّ وُلِد في الصمت، أن يبقى في الظل وسط دوّامة المغامرات والأسرار؟ الحياة لا تترك النقاء يمرّ بسلام. والمغامرة تبدأ حين يتقاطع دربها مع سرّ لا تدري عنه شيئًا، وسرّه مع قلب لا يعرف كيف يتخلّى عنها. في عالمٍ تحكمه الرغبات، كانت هي استثناءً... رواية "عشقتُ طُهركِ بصمت" عن الطهر حين يُفتن به القلب، وعن الفتاة التي لم تُغوِها الدنيا، ففتنت قلبًا ضائعًا بها. وعن الحب، حين يكون دعاءً لا اعترافًا... وسرًّا لا يُقال إلا لله.All Rights Reserved
1 part