
كأنما خُلقَت من أجله... ومنذ أن فتحت عينيها على الدنيا، كانت له. كبرت بين يديه، يراها تنمو يومًا بعد يوم، يعلم أنها يومًا ما ستكون عروسه، ونصيبه من هذه الحياة. رآها تضحك وتبكي، تتعثر وتنهض، تجهل الحياة وتكتشفها... وكل لحظة تمر، كانت تربطه بها أكثر، وإن لم يعترف. واليوم... تزف إليه، بثوبها الأبيض البريء، وقلبها النقي، كأن الزمان يعيد ترتيب نفسه ليجمع بينهما كما كُتب منذ الأزل. ورغم حنانه الدفين، إلا أنه لا يُظهره كثيرًا... يعاملها بشيء من القسوة، لا قسوة القلب، بل قسوة الحامي، الذي لا يريد لها أن تتدلل أكثر مما ينبغي. لا يحب دلالها الزائد، ولا يرضى أن يراها ضعيفة أو مدللة، فيُخفي عاطفته خلف جدية ظاهرة. لكن بين السطور، وبين النظرات الصامتة، تكمن أصدق مشاعر العشق... "الروح للروح فمن تعشق" رواية عن النصيب، عن القدر حين يربط بين روحين منذ الميلاد، وعن الحب الذي يتخفى وراء الجدية، لكنه أقوى من أن يُخفى.All Rights Reserved
1 part