كيف نخفي حبنا والشوق فاضح وفي ملامحنا من اللهفه ملامح

في قلب المملكة وبين مسامات الخبر التي تخبئ تحت ترابها أنين العائدين وأنفاس من مروا ثم غابوا تعود هي التي تخلقت من حبر الغياب وألم الطفولة المصلوب على حافة وعدٍ ذاب في أول خذلان لم يكن الغياب اختيارًا بقدر ما كان انتزاعًا من ذاكرة المكان لكنها الآن تعود بملامح صنعتها السنوات العشر بأظافرها الغليظة تعود وهي تحمل بين ضلوعها مدينة كاملة من الحقد المؤجل تعود لتنتقم وتقتص وتعيد لتاريخها هيبته الذي سرقه منها حبيب طفولتها ذاك الذي كان بين عينيه شرف الميثاق وبين يديه خنجر الخيانة وعدها أن تكبر معه أن يجمعها به سقف واحد وسماء واحدة لكنها غابت فعاد قلبه ليدور في مدار غيرها وها هي تعود بأثقال الوجع ونية الانتقام وبخطوات تعرف طريقها جيدًا إلى قلبه الذي صار كالغريب عنها كل زاوية في الخبر تهمس لها أن الماضي هنا ينتظرها في قلب شاب ظنت يومًا أنه لها وحدها والآن تراه ملك لغيرها لكنها لن تصمت ولن تنسى ولن تهدأ حتى تذوقه مرارة أن تخسر قلبًا راهنت عليه بكل طفولتها وبكل دهشة السنوات العشر تعود وعيونها تعرف كيف تخلع الندم وتلبس الكبرياء تعود والخبر الذي كان مسكن الحلم صار الآن محرابًا للثأر لن ترفع الراية البيضاء ولن تمضي كمن غاب ومات في طريقه ستبقى حتى تعيد الوجع لمن زرعه فيها حتى يصبح قلبه مرقعًا من الخيبة