بين العواء والصمت howling and silence

الرياح كانت باردة تلك الليلة، والهواء مشحون بكلمات لم تُقال.

قال بصوت منخفض، أقرب للهمس:
"لماذا دائمًا تهربين؟"

ضحكت بسخرية وهي ترفع نظرها نحوه، لم يكن في ضحكتها أي دفء.
"وأنت؟ منذ متى أصبحت تلاحقني؟"

خطا خطوة نحوها، لكنها تراجعت.
"لا ألاحقك... فقط لا أحب أن أراكِ تختفين فجأة."

صمتت، وعيناها تضيقان في شكّ.
"ألا تخاف أن تكتشف شيئًا لا يعجبك؟"

ارتسمت على وجهه ابتسامة بالكاد تُرى.
"ربما... لكني لا أتهرب من الحقيقة، على عكسك.