في سكون الليل البارد، كانت الرياح تعوي وكأنها تهمس بأسرار لم تُكشف بعد. السماء ملبدة بالغيوم، والجامعة التي طالما كانت مزدحمة بالطلاب، بدت خالية إلا من خطواتٍ خفيفة تُسمع من بعيد.
في تلك المدينة التي تضجّ بالحياة لكنها لا تحتضن الجميع
في إحدى زواياها المظلمة وعلى جسورها الصامتَ تتردد أصداء خطواتها في الليالي وحيدة منذ سنوات ، تلك التي كان ماضيها ثقيل ، وحاضرها مجرد امتداد لصمت طويل ، بين جسور دجله والفرات والليل الذي يألفها ، يا تُرى هل ستبقى الأصوات غائبة ، أم أن بغداد تخفي نهاية مختلفة هذه المَره؟