أنا لا أكتب لمجرد أن أكتب، ولا أبحث عن كلمات منمّقة تُقال لتملأ الفراغ.
ما أكتبه هنا ليس حكاية عابرة، ولا مجرد مذكرات تُقرأ ثم تُنسى.
كل سطرٍ خطّته يدي، وُلد من مكانٍ عميق جدًا في قلبي...
من لحظاتٍ كنت فيها على وشك الانهيار،
من ليالٍ كنت أبكي بصمت، ولا يسمعني أحد.
كل كلمة هنا، نُزفت... لا كُتبت.
نُزفت من خيباتي، من وحدتي، من تلك الليالي التي كنت أبحث فيها عن نفسي بين الظلال.
أنا أكتب لأن الكلام خانني، لأنني سئمت من قول "بخير" وأنا لست كذلك.
أكتب لأن قلبي امتلأ، ولم أجد من يفهمني...
لأن حزني كان أعمق من أن يُشرح،
وألمي أكبر من أن يُقال في جملة قصيرة.
هذه ليست مجرد خواطر، بل انعكاس لروحٍ لم تَعد تعرف من تكون.
أنا الكاتبة التي لم تُصافحها الأضواء، ولم تصرخ في وجه العالم،
بل خبّأت كل ما يؤلمها بين السطور...
وأطلقت العنان لحبرها كي يبوح بما عجز صوتها عن قوله.
هنا أكتب، لا لأُدهش، بل لأعيش.
لأضمّد بكلماتي جُرحًا لا يُشفى،
ولأقول - بطريقتي - أنني ما زلتُ أحاول، رغم كل شيء.
فلا تبحث هنا عن كمال الأسلوب...
ابحث عن الصدق، عن الروح، عن الحقيقة التي كُتبت بيدٍ كانت ترتجف،
وبقلبٍ كان ينكسر ويكتب في آنٍ واحد.