وراء قضبان الحياة

سيارة سوداء تشق الليل بسرعة جنونية.

على المقود، روزان تبكي حتى يكاد البكاء يخنق أنفاسها. في المرآة الخلفية ترى أضواء سيارات تلحقها، وصوت من بعيد يناديها.

من بين تلك السيارات، تبرز سيارة يقودها شاب في أواخر العشرينات، وجهه متجهم وقلق. يصرخ عبر النافذة:

"روزان... وقّفي العربية!"

لكن روزان تزيد سرعتها. يدها ترتجف على المقود، دموعها تحجب الطريق، حتى تصل إلى منتصف الكوبري. هناك تحيط بها السيارات.

تهوي قدمها على المكابح فجأة، تنزل مسرعة، تصعد السور الحديدي للكوبري.

صوتها يعلو وسط الريح:

"ما حدش يقرب... وإلا هرمي نفسي!"