برد القلوب. (سيده العناصر) مكتملة

هذه ليست حكاية فتاة عادية، بل ملحمة بدأت بدمعة وانتهت ببرقٍ يشق الظلام. وُلدت أسيا في عالمٍ قاسٍ، عالمٍ لم يرحم طفولتها ولم يمنحها سوى الكره والنفور، كبرت وهي تسمع الهمسات التي تصفها باللعنة، وتطاردها نظراتٌ تجرّدها من إنسانيتها. كانت تعتقد أن الدموع كفيلةٌ بأن تعيد من رحلوا، أن البكاء سيوقظ قلب أمٍ لن تعود وصوت أختٍ لن يُسمع مجددًا... لكنها أدركت مبكرًا أن الدموع لا تُعيد الحق ولا تُطفئ الظلم، وأن القلب كلما بكى تحجّر أكثر حتى صار جسدًا بلا روح. من أعماق الضعف نهضت، ومن جرحها صنعت سيفها، ومن وحدتها ولدت قوتها. لم تكن مجرد نصف ذئب أو عنقاء من نور، بل كانت مزيجًا من كل ما حاول العالم إخفاءه. كانت الثلج حين يغلي، والنار حين تتجمد، والبرق حين يصمت، والظلام حين يضيء. في كل معركة كانت تتكشف حقيقة جديدة، وفي كل لحظة ألمٍ كانت تتسع داخلها قوة لم يعرفها أحد من قبل. هي التي جمعت عناصر الطبيعة في دمائها، التي حملت لعنات وأساطير وأحلام الممالك كلها. هي التي وقفت في وجه المستحيل حين انكسر الآخرون، ولم ترَ في نفسها ضحية بل مصيرًا يُكتب بيدها وحدها. سموها اللعنة، لكنهم لم يعلموا أنها المختارة. المختارة التي ستعيد تعريف القوة، التي ستجعل من الألم درعًا ومن الجرح جناحين، التي ستحمل اسمها كبرقٍ يخترق السماء