في بيتٍ جدرانه عالية، لكن لا يصدح داخله سوى صوت الصراخ والاتهامات...
كبرت هيا بين أهلٍ صارمين لا يعرفون سوى الأوامر والقيود، وأيدٍ قاسية اعتادت أن تترك آثارها على جسدها الصغير،.بسبب الشك المستمر لم تكن أخطاؤها سببًا كافيًا للعقاب، بل أحيانًا كانت تتحمل ذنب غيرها وغلط غيرها وتُعاقَب فقط لأنها "الأضعف" بينهم.
تحت مسمى (مشان ما تسوي نفس غيرك)
مشاكل عائلية لا تهدأ، وليلٍ ثقيل يخنق أنفاسها، جعل منها فتاة حادة الملامح، لا تبتسم بسهولة، ولا تمنح ثقتها لأحد.
لكن في قلبها ثورة صامتة، لم تجد لها طريقًا... سوى عبر شاشة صغيرة.
في الخفاء، أنشأت حسابًا على وسائل التواصل الاجتماعي.
هناك فقط استطاعت أن تكتب، أن تصرخ، أن تبكي بحروفها.
وهناك... وجدت طوق نجاة غير متوقع.
تعرفت على أشخاص منحوا قلبها المرهق شيئًا من الأمان، وأحست لأول مرة أنها ليست وحدها، أن هناك من يسمعها ويفهمها.
لكن...
ما حسبته بداية العوض، كان يخفي وراءه منعطفًا لم تتخيله يومًا.
فالعالم خلف الشاشات... لا يقل قسوة عن البيت الذي هربت منه. وكان ما هربت منه في بيتها سيطاردها عبر الشاشات بشكل مختلف
---